الخميس, يناير 23, 2025
spot_img

الحل سياسي.. المملكة تستثمر الفرص لتعزيز السلام في اليمن الشقيق

بعد الإعلان عن زيارة وفد من الحوثيين للرياض

لطالما سعت قيادة المملكة إلى تحقيق السلام والأمن والاستقرار والازدهار في منطقة الشرق الأوسط؛ إيماناً منها بأن استقرار المنطقة هو جزء لا يتجزأ من استقرار المملكة، ومن هنا لم تدخر المملكة وسعاً في التدخل في الخلافات والأزمات التي تشهدها دول المنطقة، والعمل على رأب الصدع فيها، وإعادة المياه إلى مجاريها، وهو ما أقدمت عليه في الأزمة داخل اليمن الشقيق.

وتؤمن المملكة بأهمية دولة اليمن بالنسبة لها، باعتبارها امتداداً للمملكة من ناحية الجنوب، وبالتالي فإن استقرار اليمن ينعكس على استقرار المملكة، ولذلك لا تتأخر المملكة قيادةً وشعباً في دعم اليمن، والوقوف بجانبه في جميع الظروف والأوقات، وتجلى هذا المشهد في النزاعات التي شهدتها اليمن في السنوات الأخيرة، في محاولة لتهديد الشرعية في البلاد.

وخلال تلك السنوات، بذلت المملكة الجهود الدبلوماسية المكثفة، في محاولة منها للانتقال باليمن من مرحلة النزاعات إلى مرحلة يسودها الاستقرار والأمن والتركيز على تحقيق تطلعات الشعب اليمني، نحو مستقبل أفضل من الرخاء والازدهار والتكامل الاقتصادي.

العادات والتقاليد

وليس خافياً على أحد أن اليمن يحتل مكانة كبيرة من اهتمامات المملكة وقيادتها، وجاءت هذه المكانة من العلاقات الطيبة والوثيقة بين القيادتين والشعبين الشقيقين، وصلة القرابة والنسب بينهما، فضلًا عن المصير المشترك، والتقارب في العادات والتقاليد، وهو ما يجعل المملكة تهب لمساعدة اليمن في أزماته ومحنه، من أجل هدف واحد، وهو الانتقال باليمن الشقيق نحو المستقبل المزدهر، بشكل يحقق تطلعات شعبه الكريم.

ومنذ وقت مبكر من الأزمة في اليمن الشقيق، حرصت السعودية ـ طوعاً ـ على حلها، ودعم كل الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي شامل، وحظيت كل تلك الجهود على التقدير الدولي الذي رأى أن المملكة دولة سلام، وترفض الحروب والنزاعات، وفي إطار تلك الجهود، زار وفد سعودي صنعاء في إبريل من العام الحالي، للتباحث حول سبل حل القضايا الخلافية، والتوصل إلى إيقاف إطلاق نار دائم.

واستمراراً لجهود المملكة التاريخية في هذا الملف، عملت الدبلوماسية السعودية على تشجيع الحوار مع جميع المكونات اليمنية، وها هي اليوم، تستعد لاستضافة وفد يمثل المكون اليمني الحوثي، بهدف استكمال المباحثات الرامية لإيجاد حل سياسي شامل، والانتقال باليمن من مرحلة النزاعات، إلى مرحلة السلام.

الوفد اليمني

واستضافة الوفد اليمني، يؤكد مجدداً على ملامح سياسة المملكة الخارجية في التعامل مع النزاعات الدولية، بأن الحوار بين أي أطراف متنازعة، هو الحل الأمثل للقضاء على هذا النزاع في المهد، وفتح صفحة جديدة من التوافق بين الدول، والعمل سوياً وبشكل جماعي، على تعزيز الأطر التي تنهض بالشعوب.

وقياساً على ما سبق، أدرك قادة المملكة أن الحل الوحيد للأزمة في اليمن هو حل سياسي، وهذا لا يمكن تحقيقه إلا بتوافق المكونات اليمنية، كما أدركت القيادة السعودية أن النجاح في تعزيز السلام، يعد انتصاراً للحكومة الشرعية والتحالف، ويعكس تنفيذ إرادتهم السياسية على كل من يسعى إلى إدامة النزاع والأزمة في هذا البلد الشقيق، في ظل التطورات الإيجابية الأخيرة في المنطقة.

وتؤمن المملكة اليوم أكثر من أي وقت مضى، بأن الفرصة أصبحت مهيأة لتحقيق السلام بين الأطراف والمكونات اليمنية كافة، وهو ما ستعمل عليه الدبلوماسية السعودية في الفترة المقبلة، بالتعاون مع المجتمع الدولي، الذي يأمل أن يسود السلام في هذه المنطقة من العالم.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

حساباتنا

0المشجعينمثل
0أتباعتابع
0المشتركينالاشتراك
- Advertisement -spot_img

أحدث المقالات