الفعالية الثقافية اليمنية في موسم الرياض: نافذة جديدة على التراث اليمني في العاصمة السعودية
الرياض _ محمد الحميدي 2024
استضافت حديقة السويدي في العاصمة السعودية الرياض الفعالية الثقافية اليمنية ضمن موسم الرياض، لتسلط الضوء على تنوع وعمق التراث اليمني، بمشاركة واسعة من الجمهور السعودي والخليجي والعربي، وشهدت الفعالية حضوراً مميزاً من مختلف الجنسيات، حيث عبر المشاركون عن إعجابهم بالتنوع الثقافي اليمني وبالجهود التي بذلتها السعودية لتنظيم هذا الحدث، مما أسهم في تعريف الجمهور على فنون وثقافات اليمن.
رسالة التقارب الثقافي والإنسجام بين الشعوب
أوضح وكيل وزارة الإعلام اليمنية، عبدالباسط القاعدي أن هذه الفعالية تساهم في تعزيز التواصل بين الشعوب، مؤكداً أن مبادرة “الانسجام” التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية تهدف إلى تقريب الثقافات العربية وبين الشعوب الأخرى، كما أشار إلى أن الفعالية لم تقتصر على مشاركة اليمنيين، بل جمعت جمهوراً متنوعاً من مختلف الدول العربية. وأضاف القاعدي “الثقافة اليمنية تمثل أحد أقدم عناصر التراث الإنساني، وجذورها تتداخل مع الثقافات العربية، حيث تعكس الفنون اليمنية تنوعاً فريداً يشمل العادات والتقاليد والموروث الشعبي، مما يبرز غنى التراث اليمني وتنوعه.”.
تقدير سعودي للتنوع الثقافي اليمني
عادل الأحمدي، رئيس مركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام، أشار إلى أن الفعالية شهدت إقبالاً جماهيرياً غير مسبوق، واصفاً الحدث بأنه فرصة لتعريف المجتمع السعودي والخليجي بالثقافة اليمنية، وأوضح الأحمدي أن وزارة الإعلام اليمنية لم تتدخل في تنظيم الفعالية، مما زاد من تقديره لدقة التنظيم السعودي الذي أبدى اهتماماً خاصاً بجوانب الفن اليمني والتراث الشعبي، وأضاف قائلاً “نشكر الأخوة في السعودية على هذا التنظيم الرائع، ونتمنى أن نحتفل بمثل هذه الفعاليات قريباً في صنعاء وعدن.”
التقاء الثقافتين السعودية واليمنية
فهد الشرفي، مستشار وزير الإعلام اليمني، أكد أن فعالية الانسجام هذه تأتي كرسالة مودة بين الشعبين السعودي واليمني، قائلاً “لا يوجد شعبين أكثر انسجاماً من اليمنيين والسعوديين، وما نشهده اليوم في الرياض هو رسالة أمل واعتراف بالشراكة العميقة بين البلدين” وأعرب الشرفي عن أمله في أن يُحتفى بالثقافة اليمنية قريباً في العاصمة صنعاء بعد ان تتخلص من الإرهاب الحوثي.
حلم العودة للاحتفاء بالتراث في اليمن
الشاعر والأديب زين العابدين الضبيبي، عبّر عن فرحته بحضور الجمهور الكبير، مؤكداً أن اليمنيين المقيمين في السعودية وجدوا في هذه الفعالية مساحة للتعبير عن هويتهم الثقافية والتراثية، بعد أن حُرموا منها بسبب انقلاب مليشيا الحوثي على الدولة، وتمنى الضبيبي أن تُنظم مثل هذه الفعاليات مستقبلاً في المدن اليمنية، معبراً عن أمله في أن تعود اليمن إلى عهد من السلام والاستقرار.
نوافذ تجارية تنقل التراث اليمني إلى الخارج
وفي جانب آخر من الفعالية، قال عماد العزكي، مالك محل متخصص في التحف والمجوهرات اليمنية، إنه شارك بتقديم مجموعة من المنتجات اليمنية، مثل مجسمات دار الحجر والعقيق والخواتم الفضية، والتي لاقت استحسان الجمهور السعودي والعربي، كما أضاف مالك محل للعسل اليمني “إن الإقبال على منتجاتنا اليمنية، من عسل دوعني إلى شمع حضرمي، كان مشجعاً للغاية.”
فرصة لتعريف العالم بجمال اليمن وتراثه الثقافي
وفي تعليق من خالد عليان، نائب رئيس قطاع التلفزيون في قناة اليمن الفضائية، أشار إلى أن الفعالية تعد فرصة لإعادة تقديم اليمن إلى العالم من زاوية مختلفة، حيث قال “إن الكثيرين ينظرون إلى اليمن من منظور الصراعات، لكن هذا الحدث يظهر الجانب الثقافي والجمالي لليمن” وأوضح عليان أن الفعالية تُظهر للجمهور أن اليمن ليس مجرد منطقة نزاع، بل بلد غني بالثقافة والجمال، مضيفاً “نأمل أن يسهم هذا الحدث في تعزيز صورة اليمن كبلد ثقافة وسلام، ويشجع على المزيد من التبادل الثقافي والسياحي.”
إرث فني وانساني
تأتي هذه الفعالية كجزء من موسم الرياض لتبرز التراث اليمني العريق، ولتسلط الضوء على المبدعين اليمنيين من مختلف المجالات، مثل أبو بكر سالم ومحمد ناجي عطروش وفيصل علوي، الذين نقلوا الفن اليمني إلى العالم العربي، ويأمل الجميع أن تعزز مثل هذه الفعاليات من وعي العالم بتراث اليمن، وأن تسهم في تقديمه كبلد حضاري وإنساني يحمل رسالة سلام وتعايش بين الشعوب.
