المرأة اليمنية تتألق بحضورها البارز في “الأسبوع اليمني” ضمن موسم الرياض
الرياض – محمد الحميدي
شهدت فعاليات “الأسبوع اليمني” التي أقيمت ضمن إطار فعالية “انسجام عالمي” في موسم الرياض حضورا جماهيريا كبيرا من أبناء الجالية اليمنية المقيمة في المملكة والمواطنين السعوديين ومشاركين من مختلف الجنسيات، لكن اللافت في هذا الحدث كان الحضور القوي للمرأة اليمنية، التي كانت الأكثر تواجدا وتفاعلا على مدى الأيام الأربعة ما أثار تساؤلات حول أسباب هذا الإقبال النسائي المتميز في أجواء احتفالية مفعمة بالأصالة اليمنية.
وحول هذا الحضور البارز، أشار بعض المتابعين إلى أن المرأة اليمنية وجدت في هذه الفعالية فرصة للخروج من حالة الحرمان الثقافي والاجتماعي التي عاشتها لسنوات طويلة، لا سيما خلال العقد الأخير في ظل الحرب، بينما يرى آخرون أن مشاعر الغربة والحنين للوطن كانت سببا رئيسيا يدفع النساء اليمنيات للتفاعل الكبير، كوسيلة للتقرب من تراث وثقافة بلادهن رغم بعد المسافات.
جناح خاص للأزياء والموروث الثقافي
تميزت الفعاليات بجناح خاص يبرز الأزياء الشعبية والتراثية اليمنية، وهو ما أتاح للنساء فرصة للتعبير عن هويتهن اليمنية وإظهار التنوع الثقافي من خلال الأزياء والملبوسات التقليدية، وعن هذا الحضور النسائي قال مستشار وزارة الثقافة اليمنية عدنان الوراثي إن الفعالية جاءت في توقيت مثالي وملأت فراغاً ثقافياً موجوداً على الساحة اليمنية، وأوضح الوراثي قائلاً “شكلت الفعالية متنفساً اجتماعياً وثقافياً لليمنيين، حيث اجتمعوا هنا بمختلف أطيافهم وأحسوا أنهم يعيشون لحظات استقرار افتقدوها في اليمن لسنوات، خاصة مع دعم المملكة العربية السعودية وتسهيلاتها للعائلات اليمنية المقيمة هنا.”
منبر للمرأة اليمنية لتأكيد الحضور الثقافي
في السياق نفسه أكدت دلال فتحي المديرة التنفيذية في اتحاد الإعلام اليمني أن هذه الفعالية كانت متنفساً كبيراً لكل اليمنيين وخاصة النساء اللواتي حضرن بكثافة للمشاركة في الأجواء الثقافية، وقالت فتحي “المرأة اليمنية دائماً حاضرة في الفعاليات الثقافية والإنسانية، ومع الأجواء التي توفرها الرياض، جاء الحضور هذه المرة كثيفا ومميزا، وشعرنا بالزخم الجماهيري الذي عكس نجاح الفعالية.”
من جانبه أشار عادل الأحمدي رئيس مركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام إلى تنوع الحضور النسائي اليمني في الفعالية قائلاً “مثل ما حضرت المرأة بين الجمهور حضرت أيضاً في الإعداد فوجدنا الرسامة التشكيلية، ووجدنا الإعلامية والصحفية، ووجدنا الفنانة المطربة، كانت أياماً رائعةً جداً”
وأضاف الأحمدي أن حضور المرأة في هذه الفعالية يعود إلى عدة أسباب أهمها وجود نسبة كبيرة من الأسر اليمنية المقيمة في المملكة، ممن يعولون آلاف العائلات في الداخل اليمني فضلاً عن شوقهم لرؤية مظاهر الفرح التي تعكس هويتهم اليمنية الأصيلة.
من جانبها علقت الإعلامية سماح الذبحاني على دور المرأة اليمنية بقولها “المرأة اليمنية دائماً ما تترك بصمتها في أي محفل وطني أو دولي هي السبّاقة في التعبير عن الهوية اليمنية عبر الأزياء والأكلات الشعبية، ورغم الظروف التي عاشتها اليمن، إلا أنها ما زالت تتمسك بدورها الحضاري وتشارك في مثل هذه الفعاليات لتعزز دورها كعنصر أساسي في المجتمع.”
فرصة للنساء للتغلب على الصعوبات الاجتماعية
أما الناشطة ابتسام أبو دنيا فقد ألقت الضوء على ما واجهته المرأة اليمنية من تهميش وإقصاء خاصة في فترات النزاعات المسلحة، وأكدت أن هذه الفعالية كانت فرصة للنساء اليمنيات لإثبات قدراتهن، مشيرةً إلى الحضور الجماهيري اللافت للنساء ومشاركتهن في الأنشطة المسرحية والإعلامية، وأضافت “النساء اليمنيات تعرضن للكثير من التهميش والإقصاء ومع وجود هذه الفعالية استطعن التعبير عن أنفسهن وتقديم صورة مشرفة عن اليمن أمام العالم.”
مشاعر الحنين والوحدة في أجواء الفعالية
من ناحيته علق سمير البدري أحد المقيمين اليمنيين في السعودية على هذه الظاهرة مشيرا إلى أن هذا الحضور الكثيف للنساء جاء كنتيجة للحنين العاطفي للوطن حيث وجدوا في هذه الفعالية بيئة تجمعهم بذكريات اليمن ورائحته وأوضح قائلاً “هنا شعرت العائلات بأنهن يسترجعن ولو جزءا بسيطا من أجواء الوطن مما جعل هذه الفعالية محطة تواصل اجتماعي عائلي تخللها الفرح والمحبة.”
وأخيرا أكد نجم الدين القعدي مسؤول في مكتب الخارجية بمحافظة إب أن الحضور لم يقتصر على اليمنيين فقط بل شمل جنسيات أخرى كالجنسيات المصرية والسودانية والسعودية، مشيرا إلى أن حرمان المرأة اليمنية من هذه الفعاليات في اليمن كان أحد الأسباب الرئيسية لإقبالهن الكبير.
ختاماً بفضل موسم الرياض وفعالية “انسجام عالمي” وجدت المرأة اليمنية المغتربة في هذه الفعالية ملاذا ثقافيا واجتماعيا، حيث استطاعت التعبير عن هويتها وتجسيد روح اليمن رغم صعوبات الغربة والحرب.
