الخميس, يناير 23, 2025
spot_img

رميت عكازي ..وكانت من أفضل لحظات حياتي

يستيقظ مع صوت أول صيحات ديوك مزرعته في لحظات الفجر الأولى ليمارس مهنته المعتادة في تربية الدواجن، محمد السعيدي في بداية العقد الرابع من عمره ويبلغ ٣٣ سنة، متزوج ولديه خمسة من الأولاد.

يقول محمد: “خلال العقدين الاخيرين أمارس مهنة تربية وبيع الدواجن ونقلها بسيارات النقل خاصتي التي أمتلكها وتعتبر مصدر دخلي الوحيد الذي أعمل فيه ، ولله الحمد والمنة كان وضعي ووضع أسرتي التي أعول عليها ميسورة ومستورة ومليئة بالأمل والأمان مقارنة بالحال التي أعيشها بعد الفاجعة التي ملأت قلبي وبيتي بالأسى والحزن”،

ذلك الوصف الذي وصفه محمد بنبرة صوته تلك وبالذات صعوبة العيش والتعايش مع الأزمة اليمنية التي أرهقت الشعب بكافة طبقاته فما بالك العليل المقعد الذي تعود عيش حياته بصحته وعافية وإعالة أسرته بمفرده،

ذات يوم تعرّض للهجوم من قبل أشخاص مجهولين طمعًا بما يملك، وأصيب محمد بإصابة أفقدته الحركة وأدخلته بغيبوبة استمرت لثلاثة أشهر، وحاله أهله لا توصف أثناء فترة غيبوبته وبالأخص عدم معرفتهم بالأشخاص الذين تسببوا لوصوله لهذه الحالة،

يقول محمد: “بعد إصابتي دخلت المستشفى لإجراء العمليات ولكن النتيجة كانت فقدان قدمي، أصبحت أستند على عصا عوضًا عن قدمي المبتورة ، وفي يوم ما سمعت إحدى البشارات التي أعادت إليّ الأمل إلى حياتي وغادرت منزلي ليس باتجاه العمل وإنما إلى مركز الأطراف الصناعية إعادة التأهيل في عدن والمموّل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بعدما سمعت عنه سمعة جيدة وإشادة كبيرة، ويكمل محمد حديثه: “وصلت إلى وأجريت الفحص كاملًا وأُخِذَت القياسات ثم عُدتُ إلى منزلي وبعد شهر تم استدعائي للتدريب على الطرف وبدأتُ بالتمارين عليه فترة بالإضافة إلى التمارين المكثفة وبفضل اللله جعلتني أستغني عن العكازين وأمشي بدونهما.

يقول محمد: “أعظم لحظات حياتي عندما قمت برمي العكاز الذي سندني طيلة تلك الفترة وأسندت نفسي بنفسي وأحسست بقدرتي على الوقوف أخيرًا لوحدي بدون الحاجة لأحد يسندني أو عكاز يعيق حركتي، حينها شعرت بأني لستُ عاجزاً، ممتن للمشاعر التي أحسستها عند حصولي على الطرف، ممتن للأيام التي قضيتها وسط كادر فني متخصص الذي بذل الجهد الكبير لأعود على طبيعتي وممتن لله أولًا ثم لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي يموّل مركز الأطراف الصناعية وإعادة التأهيل والذي بدوره يعيد الأمل لمن يحتاجه

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

حساباتنا

0المشجعينمثل
0أتباعتابع
0المشتركينالاشتراك
- Advertisement -spot_img

أحدث المقالات