الأربعاء, فبراير 19, 2025
spot_img

نساء بلا رقم: تمكين الفتيات في المناطق الريفية اليمنية

في اليمن، تعاني الفتيات في المناطق الريفية من تحديات جسيمة في الحصول على التعليم جراء العادات والتقاليد التي تعيق مسيرتهن الدراسية، بالإضافة إلى نقص الكوادر التعليمية النسائية المؤهلة.

ومع ارتفاع معدلات تسرب الفتيات من المدارس، تبرز الحاجة الملحة لإيجاد حلول مبتكرة لدعم تعليمهن.

يأتي مشروع “الوصول إلى التعليم إلى الريف”، الممول من البرنامج السعودي للتنمية والإعمار، تحت إشراف وزارة التربية والتعليم وتنفيذ مؤسسة العون للتنمية، كأحد التدخلات التي تسعى لتعزيز فرص التعليم في هذه المناطق.

يمتد المشروع من 2024 حتى 2025، بهدف دعم الفتيات في استكمال دراستهن، خاصة في المناطق النائية التي ترتفع فيها معدلات الأمية.

طالبات دون الثانوية

في مديرية حجر، على بعد 150 كيلومتر غرب مدينة المكلا، كان التعليم الثانوي غير متاح للفتيات سابقًا، حتى أدخلت البرامج التعليمية الجديدة فرصًا لتلقي التعليم، إذ تشهد المديرية الآن حضورًا لافتًا للفتيات في المدارس.

ويركز المشروع على تدريب 30 معلمة في مديرية حجر (1741 كيلومتر مربع، 25566 نسمة في آخر تعداد سكاني عام 2004)، بواقع 15 معلمة في مادة الرياضيات و15 أخرى في مادة اللغة العربية، ما يتيح للطالبات متابعة تعليمهن حتى المراحل العليا.

يوضح أحد عاملي معهد تأهيل المعلمين بحضرموت أن الفتيات اللاتي كن يفتقرن للتعليم في مناطق نائية يعشن اليوم فترة زحام على مقاعد الدراسة، “تتوجه العديد منهن نحو التعليم العالي، سواء للحصول على الدبلوم أو البكالوريوس.”

إصرار وكفاح

تتميز المديرية المتاخمة لمدينة المكلا، عاصمة المحافظة الشرقية، بتصميم مكتب وزارة التربية والتعليم على عدم تفريغ المعلمات المشاركات في البرنامج، كما حدث في مناطق أخرى.

كما يوضح إصرارًا لافتًا للمعلمات، اللائي يواصلن العمل مدرسات في الصباح، ويذهبن للدراسة مساءً، ما يعكس وعيًا مهتمًا باستكمال البرنامج التعليمي.

تغيير جذري

تقول بسمة، إحدى المتدربات في المشروع، إن كفاءتها التعليمية تحسنت تدريجيًا، بعدما زودتها البرامج التعليمية بطرق تدريس متنوعة.

تمكنت بسمة من الحصول على شهادة الدبلوم، مما يعزز من قدراتها في العملية التعليمية في الريف، وتؤكد “أن التعليم أساس بناء مجتمع ناجح، وأن التعليم المستمر لفتيات الريف أمر بالغ الأهمية.”

التدخل الناجح

تتحدث أماني بايمين من فريق التعليم بالريف عن أهداف المشروع، الذي يهدف إلى منح 150 فتاة شهادة دبلوم المعلمين في 5 مناطق ريفية في 4 محافظات يمنية.

تشير إلى أن الحاجة كانت ملحة بسبب ارتفاع معدلات تسرب الفتيات من التعليم، حيث يرفض أولياء الأمور تعليم بناتهم على يد معلمين ذكور، “لذا كان من الضروري وجود كادر نسائي متخصص وقادر على تفهم طبيعة هذه المناطق.”

وتستهدف المبادرة أربع محافظات يمنية “شبوة، المهرة، لحج وحضرموت”، مع توزيع الفتيات على مديريات “الصعيد في شبوة، تبن في لحج، سيحوت في المهرة وحورة ووادي العين في حضرموت.”

صعوبات

رغم الترحيب الكبير من الأهالي بالمشروع، واجهت أماني وفريقها عديد التحديات، خاصة فيما يتعلق ببعد المناطق جغرافيًا، بالإضافة إلى مشكلات الثأر في محافظة شبوة، جنوبي شرق البلاد، التي أعاقت سرعة تنفيذ المشروع.

بذور أمل

وتبقى آمال تعليم الفتيات في المناطق الريفية قائمة، مع تعزيز الكوادر التعليمية لضمان حصولهن على تعليم جيد.

ومع استمرار الجهود، بات بإمكان أي طالبة استكمال تعليمها الابتدائي، الأساسي والثانوي بسهولة، تحت إشراف كوادر متخصصة.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

حساباتنا

0المشجعينمثل
0أتباعتابع
0المشتركينالاشتراك
- Advertisement -spot_img

أحدث المقالات