أعلن مدير عام مشروع “مسام” لنزع الألغام – اليمن، الأستاذ أسامة القصيبي، أن الفرق الهندسية التابعة للمشروع تمكنت منذ انطلاقته وحتى الثاني من مايو الجاري من نزع 491,983 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، في واحدة من أكبر العمليات الإنسانية المستمرة في اليمن.
وأوضح القصيبي، في بيان نشره المكتب الإعلامي لمشروع مسام، أن هذه الكمية تشمل 330,561 ذخيرة غير منفجرة، و8234 عبوة ناسفة، إضافة إلى 146,405 لغماً مضاداً للدبابات و6783 لغماً مضاداً للأفراد. كما أشار إلى أن الفرق تمكنت من تطهير أكثر من 66.6 مليون متر مربع من الأراضي اليمنية التي كانت مفخخة وتشكل خطراً دائماً على حياة السكان.
الألغام في اليمن.. كارثة صامتة
تُعد الألغام الأرضية من أخطر التحديات الإنسانية في اليمن، حيث يقدّر خبراء الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية أن البلاد أصبحت واحدة من أكثر الدول تلوثاً بالألغام في العالم.
وتستخدم ميليشيات الحوثي الألغام بشكل واسع وعشوائي، ما أدى إلى وقوع آلاف الضحايا بين قتيل وجريح، معظمهم من المدنيين، بينهم أطفال ونساء.
ولا تقتصر آثار الألغام على الضحايا المباشرين، بل تمتد لتعطيل الزراعة، ومنع عودة النازحين إلى قراهم، وتعقيد جهود الإغاثة الإنسانية، حيث تحاصر الألغام بعض الطرق الحيوية والمناطق الزراعية، مما يزيد من معاناة الشعب اليمني الذي يعيش بالفعل واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
مسام.. مشروع إنساني استثنائي
يهدف مشروع “مسام” إلى تطهير الأراضي اليمنية من الألغام وتدريب الكوادر المحلية على عمليات النزع، ليكون المشروع مستداماً ويحقق أثراً طويل الأمد.
ويبرز “مسام” كأحد المشاريع التي تسهم في حماية أرواح اليمنيين وفتح الأمل أمام مستقبل أكثر أمانا، في وقت لا تزال فيه الحاجة ملحة إلى دعم دولي أكبر لبرامج نزع الألغام وإعادة الإعمار.