لايتوقف مركز الملك سلمان للاغاثة والاعمال الانسانية عن تقديم المساعدات الانسانية والاغاثية والطبية لليمنيين، في جميح المحافظات المحررة، كما يقوم بتأهيل ودعم المركز الصحية، ونزع الالغام ، وعلاج جرحى الحرب، وتأهيل الاطفال المجنديين.
المركز الذي انشأته المملكة العربية السعودية، برعاية الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ، يساهم في التخفيف من المعاناة الانسانية التي يتكبدها اليمنيون جراء الانقلاب الحوثي على الحكومة الشرعية، مطلع العام 2015.
(نزع الالغام الحوثية)
لم تقتصر جرائم مليشيا الحوثي على اختطاف المدنيين و قتل الابرياء وتجنيد الاطفال بل وصلت الى ابعد من ذلك حيث قامت بزرع ملاين الالغام في المناطق المأهولة بالسكان والمدن وتفننت في تشكيل الالغام وتمويهها فبعضها تصنعها على شكل حجارث، بحيث لا يستطيع من يراها التفريق بينها وبين الحجاره وبعضها على شكل طوب ولم تكترث ان كانت هذه الالغام ستعرض حياة المدنيين والأطفال الأبرياء للخطر سواء حاليا او مستقبلياً وتسببت هذه الالغام بالألاف من الضحايا والمعاقين وهي تهدد ايضا حياة المزارعين ورعاة المواشي في وديان وجبال اليمن، وبحسب الاحصائيات فقد زرعت مليشيا الحوثي، مايقارب مليون لغم في مختلف مناطق اليمن وتعد محافظة تعز هي الاولى من حيث عدد الالغام المزروعة ، وسقوط المئات من المدنيين بين قتيل وجريح.
يقول الطفل محمد محسن البالغ من العمر 9 سنين كنت في يوم من الأيام اللعب مع بعض اطفال الجيران في مكان قريب من منزلنا، بمدينة تعز، مضيفل “كنا نلعب كرة ابقدم لكن الحال لم يستمر فقد ركل احد الاصدقا الكرة وسقطت على زجاج وثقبت حاولنا اصلاحها لكن دون فائدة بعد ذلك خطرت لنا فكرة ان نلعب بالتراب ونجرفه ونكتب اسمائنا عليه و نرسم اشكال مختلفة واثنا لعبنا صادفنا شيء غريب لم نراه من قبل” ، واردف”، رفعناه عاليا ورميناه على الارض لفتحه ، ولم اعرف ماذا جراء بعد ذلك “.
وزاد يقول بصوت حزين “بعد ايام صحيت وانا في المستشفى لكني كنت لا اراء شيئاً في بداية الامر اعتقدت اني في مكان مظلم لكن اتضح لي اني فقدت بصري وايضا حاولت النهوض من مكاني لكنني لم استطع فصحت بألم ماذا جراء وسمعت صوتا ابي وامي وهم يبكوا بجانبي “.
وتابع سألت ابي ماحدث قال” لقد انفجر بكم لغم انت واصدقائك عندما كنتم تلعبون ومات كل اصدقائك ولم تنجو الا انت، عندها تذكرت ذلك الشيء الغريب الذي كنا نلعب به وعرفت انه هو الذي انفجر بنا.
ورغم استلام الحوثيين ملاين الدولارات، لنزع الالغام ، الا انهم يستخدمون الاموال الني تقدمها الامم المتحدة، في تصنيع وزواعة الالالف من الالغام وبطريقة عشوائية.
وأطلقت المملكة العربية السعودية، مشروع “مسام” لنزع الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي في اليمن، وينفذه سعوديين متخصصين في هذا المجال وخبرات عالمية، بتكلفة، تقدر بنحو 40 مليون دولار لنزع 786 ألف لغم.
ومدة هذا المشروع عام واحد فقط ينفذ على خمس مراحل، تبدأ بالتجهيز والتدريب وإعداد الفرق الميدانية لنزع الألغام و انتشار الفرق التابعة له في الميدان ونقل الخبرات للكوادر اليمنية، لتطهير اليمن من الألغام التي ازهقت ارواح آلاف الأطفال والنساء والشيوخ.
وقال المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الدكتور “عبد الله الربيعة” خلال الإعلان عن مشروع “مسام” في الرياض “أن دعم اليمن كان ولا يزال في مقدمة أولويات المملكة تأكيداً لروابط الجوار والدين واللغة والعلاقات الاجتماعية والأسرية،
واشار إلى أن الدعم تمثل في تقديم 262 مشروعاً بتكلفة اجمالية 1.6 مليار دولار، توزعت على مشاريع الأمن الغذائي والصحي والإيوائي والدعم المجتمعي والتعليم وغيرها من البرامج الإغاثية، فيما يزال المركز يعمل بكل جهد وحيادية لرفع المعاناة عن المحافظات اليمنية كافة.
واكد المشروع حصر أكثر من 600 ألف لغم في المناطق المحررة،و40 ألف لغم في محافظة مأرب علاوة على 130 ألف لغم بحري مضاد للزوارق والسفن وهي من الألغام المحرمة دولياً ، و16 ألف لغم في جزيرة ميون.
فيما كانت قد صدرت تقارير عن الحكومة اليمنية عن تسجيل 1539 قتيلاً و3 آلاف إصابة لعسكريين ومدنيين جراء الألغام، وتسببت بإعاقات دائمة وكلّية لأكثر من 900 شخص، بينما ما تم تسجيله بمحافظة تعز، جنوب غربي اليمن، وحدها 274 حالة بتر لأطراف وإعاقات دائمة منها 18 حالة لفقدان البصر.
اغاثة النازحين
تزامنا مع استمرار الحرب، بين القوات الحكومية، مسنودة بالتحالف العربي لدعم الشرعية، في اليمن، من جهة، ومسلحي جماعة الحوثيين، المدعومة كن ايران، في محافظة الحديدة وبعض المحافظات اليمنية الاخرى، تستمر معانات المواطنين و موجات النزوح يوما بعد اخر حيث بلغ عدد النازحين خلال الشهرين الماضيين 35 ألف نازح ولم تتوقف عملية النزوح.
ويفتقر النازحون الى مخيمات، او اماكن ايواء، بالاضافة الى الطعام، والمياه الصالحة للشرب.
ولم تبخل المملكة العربية السعودية، في تقدم الدعم للنازحين ، بالاضافة الى الدعم العسكري، لتحرير اليمن من المليشيات الايرانية، حيث قدمت المملكة المساعدات الإنسانية والإغاثية من بداية انقلاب مليشيا الحوثي قبل اربع سنوات بنحو 9 مليار دولار حيث خصصت الجزء الأكبر من هذه المبالغ الممنوحة والمرسلة للعمل الإغاثي واتت على شكل منح وقوافل انطلقت ولم تتوقف حتى اللحظة واخرها القافلة التي ارسلت لنازحي محافظة الحديدة، غربي البلاد، والمكونة من 11 شاحنة محملة بالمساعدات الغذائية مقدمة من “مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية”.
ووزعت المساعدات على الأسر الأكثر احتياجًا في المحافظة وهي ضمن مشروع توزيع 20 ألف سلة غذائية استهدفت مديريات محافظة الحديدة “حيس والخوخة والتحيتا والدريهمي”.
واعرب ابناء محافظة الحديدة اليمنية المنكوبة عن مدى امتنانهم لما تقدمه المملكة، من مساعدات في شتى المجالات داعين الله ان يديمها نصيرا وسندا للمستضعفين في شتاء بقاع الأرض .
المواطن احمد عبده قال ” لولا الله ثم المساعدات التي تقدم لنا من مركز الملك سلمان للإغاثة لكنا متنا جوعا.واضاف، ” انا نازح اضطرتني الحرب التي حصلت في مديرية حيس، للخروج من منزل وترك كل شيئ هناك واردف قائلا نزحت انا واسرتي ونحن لا نملك شيئا من المال وعانينا ايام عصيبة اثنا نزوحنا وقضينا ليالي بدون اكل وتقطعت بنا السبل وبعد ان يأسنا من حالنا افرجها الله علينا بالمساعدات الانسانية التي وزعت علينا من مركز الملك سلمان للإغاثة وقد انقذتنا من الهلاك المحتوم.
وشكر الناشط اليمني محمد فرحان المملكة على دورها في اغاثة النازحين عبر مركز الملك سلمان للإغاثة. وقال” ليس هذا غريباً على المملكة فهي السباقة في عمل الخير في جميع البلدان العربية والإسلامية بما فيها اليمن “.
واضاف فرحان متسائلا “ماذا فعل لنا الحوثيين من شيء نشكرهم عليه؟ غير القتل والتنكيل وزرع الالغام في الاماكن المأهولة بالسكان وقطع الرواتب شتان بين هذا وذاك ولا وجه للمقارنة بين ماقدمته المملكة لليمن وبين ماقدمته مليشيا الحوثي
واردف بقوله” رغم ما تبذله المملكة الشقيقة من جهد جبار في جميع النواحي الا ان معاناة اليمنين لن تنتهي، الا بحسم المعركة مع الحوثيين وكسر شوكتهم وأعادتهم الى كهوفهم التي اتوا منها.
تأهيل المراكز الصحية
ساهم مركز الملك سلمان في دعم القطاع الصحي في اليمن، حيث كان له الدور الاكبر في إعادة تأهيل المستشفيات والقطاع الصحي عبر برامج منظمة للنهوض بالخدمات الطبية والعلاجية التي تضررت بسبب الحرب ، من خلال توفير التجهيزات الأساسية مثل تزويد المستشفيات بالوقود والمستلزمات الطبية بالإضافة إلى استقطاب الأطباء اليمنيين في الداخل والخارج للإلتحاق ببرامجه الموجهة في اليمن عبر شركاء محليين ودوليين.
وفي بداية ظهور وباء الكوليرا الذي اودى بحياة العشرات من اليمنيين، سارع الملك سلمان بتقديم الدعم عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الانسانية للحد من انتشار هذا الوباء حيث قدم المركز 8 مليون دولار وارسل عشرات الشاحنات التي تحمل الأطنان من المواد والمستلزمات الطبية والعلاجية استهدفت كافة المحافظات اليمنية وبعد انتشار المرض تبرع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عبر المركز ب 66 مليون دولار لمكافحة هذا الوباء ولا زال الدعم في القطاع الصحي مستمراً.
تأهيل الاطفال المجندين
لم يقتصر دور المملكة العربية السعودية في العمل الاغاثي لليمنيين حيث اولت اطفال اليمن اهتمامها وكرست جهودها في إعادة تأهيل المتأثرين من الحرب و الذين جندتهم مليشيا الحوثي واشركتهم في الحرب، بعد أن وقعوا اسراء في ايدي الجيش اليمني وخصصت المملكة مبالغ مالية ضخمة لتأهيلهم واعادتهم الى الحياة الطبيعية.
حيث يواصل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية اعماله الخيرية حيث تكفل بإعادة تأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين بالحرب في اليمن عبر مؤسسة وثاق للتوجه المدني ضمن المشروع الذي اعلن عنه بتأهيل 2000 طفل مجند.
وقامت المؤسسة بإعادة تأهيل 215 طفلاً مجنداً ومتأثراً ومن مختلف محافظات الجمهورية ضمن مراحل المشروع.
ويتلقى الاطفال برنامجاً مكثفاً في التأهيل النفسي والاجتماعي والرحلات الترفيهية والهدف من هذا تخليصهم من آثار الحرب والتجنيد القسري الذي تعرضوا له في أكثر من محافظة يمنية.
وفي تصريح صحفي قال مدير مشروع تأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين بالحرب “عبد الرحمن القباطي”، إن عدد الأطفال الذين جرى تأهيلهم حتى الآن 215 طفلا، منهم 50 طفلا متأثرا بالحرب، و165 جندتهم المليشيات الحوثية وخدموا في مواقع مختلفة، منهم من شارك في الجبهات، والإمداد، والنقاط الأمنية، وآخرون عملوا ك حراسة على مشرفين المليشيا.
وتابع “القباطي” أن وحدة الرصد التابعة للمركز رصدت قرابة 4500 حالة موثقة لتجنيد الأطفال من قبل مليشيات الحوثي في عموم اليمن وتشير التقارير إلى أن 40 في المائة من المقاتلين مع مليشيا الحوثي هم ممن دون 15 عاما.
واوضح أن المركز يعمل بجميع الوسائل على استقطابهم وإحضارهم إليه ومقابلتهم وفق معايير القبول، التي تنص على عدة نقاط:-
أولاها أن يكون الطفل مجندا أو متأثرا بالحرب، وأن يكون أقل من 15 عاما، وأن تكون لديه رغبة في الانسحاب والانضمام إلى مركز إعادة التأهيل، على أن يجري ذلك كله بموافقة ولي الأمر.
وتتم عملية التأهيل عبر فريق من الاختصاصين الذين اختيروا وفق أعلى المعاير وفي التخصصات كافة، ويقومون بدور مهم منذ لحظة وصول الطفل إلى المركز في محافظة مأرب، شرقي البلاد، وتأهيله بمدة شهر كامل، بحيث يشمل التأهيل العلاج والأنشطة والملابس وصرف 200 دولار لمساعدته وحقائب مدرسية بتمويل كامل من «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، إذ تصل تكلفة تأهيل نحو 80 طفلا على مدار شهر كامل إلى قرابة 200 ألف دولار.
علاج جرحى الجيش اليمني.
تكفل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بعلاج 5697 جريحاً ومصاباً يمنياً، تم علاجهم في مستشفيات القطاع الخاص داخل اليمن.
كما وقع المركز مؤخرا ثلاثة برامج تنفيذية لعلاج 500 جريح ومصاب يمني بالشراكة مع عدد من مستشفيات القطاع الخاص في محافظتي عدن وتعز.
حيث اوضح مساعد المشرف العام للعمليات والبرامج في المركز المهندس أحمد البيز، في تصريح صحفي بأنه سيجري من خلال هذه البرامج تقديم الرعاية الطبية اللازمة للجرحى والمصابين اليمنيين داخل اليمن وفق المعايير الطبية لعدد 200 جريح لمحافظة تعز، و 150 جريحاً لكل مستشفى بمحافظة عدن، ويصبح إجمالي التعاقد الحالي 500 جريح ومصاب.
11مليار دولار لمساندة اليمنيين
كشف مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عن الفاتورة الإنسانية التي تقدمت بها المملكة لليمن خلال فترة الحرب من مايو (آيار) 2015 حتى الشهر الفائت حيث ذكر المركز أن إجمالي مساعدات السعودية المقدمة إلى اليمن تقدر بنحو 11.15 مليار دولار.
واكد المتحدث الرسمي للمركز الدكتور سامر الجطيلي خلال مؤتمر صحافي على إن المملكة هي الاولى مستوى العمل الإنساني في اليمن وفقاً لتقرير أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون واشار إلى أن مركز الملك سلمان منذ تأسيسه خصص 269 مشروعًا إغاثياً وإنسانياً متنوعاً لجميع مناطق اليمن بشكل عام بمبلغ 1.6 مليار دولارا أميركيا، ففي قطاع الصحة بلغ عدد المشاريع 99 مشروعاً بمبلغ 413 مليون دولارا، وفي الأمن الغذائي 62 مشروعاً بمبلغ 438.5 مليون دولارا، ومشاريع التعافي المبكر بلغت 19 مشروع بمبلغ 106.6 مليون دولارات، وفي القطاعات المتعددة بلغت المشاريع 11 مشروع بمبلغ 60 مليون دولارا، وفي الإيواء والمواد غير الغذائية بلغت 13 مشروعا بمبلغ 101.5 مليون دولارا، وفي مجال المياه والإصحاح البيئي والنظافة بلغت المشاريع 17 مشروعا بمبلغ 119.5 مليون دولارا، ودعم وتنسيق العمليات الإنسانية بـ 18 مشروعاً بمبلغ 169.3 مليون دولارا”.
واضاف “أن مساعدات دول تحالف ودعم الشرعية في اليمن خلال ثلاث سنوات بلغت 16 مليار دولار في مختلف المجالات حيث بلغ إجمالي المساعدات الإنسانية والإغاثية المقدمة من خلال المركز 1.7 مليار دولارا، فيما بلغ إجمالي المساعدات المقدمة إلى الزائرين 1.1 مليار دولارا، و2.9 مليار دولار إجمالي المساعدات الإنمائية المقدمة لليمن و2.3 مليار دولارا كمساعدات حكومية ثنائية، و3 مليارات دولار إجمالي المبلغ المقدم إلى البنك المركزي، و500 مليون دولار لخطة الاستجابة الإنسانية الشاملة 2018، منوها أن السعودية تعهدت بكامل مبلغ نداء الأمم المتحدة العاجلة 2015 بمبلغ 274 مليون دولار أميركي، مبيناً أن تبرع المملكة لشركاء مركز الملك سلمان في اليمن بلغ 783 مليون دولارا.
ويأمل اليمنيون ان يتمكن التحالف العربي، الذي تقوده المملكة، من تحرير ارضهم، واعادة السلام والامن الى وطنهم.